الخميس، 5 ديسمبر 2013

رسالة للجميلة يارا



يارا الجميلة 
أما بعد : 

أرجو أن يكون وصفي لك بالجميلة لا يترك في نفسك إحساسا بالإبتذال ربما لأنك سمعت الكلمة آلاف المرات ولكن من أشخاص فارغين أو ربما بمعان فارغة لا تحمل ما أراه فيك .. 
قرأت منذ قليل عن رغبتك في مراسلة الناس لك .. لا أعلم تحديداً إن كان هذا ما تقصدينه يا عزيزتي أم أنك تشتاقين لرائحة الورق والأظرف وطوابع البريد لأني أفتقد ذلك بشدة أيضاً ولكن لا سبيل الآن لإنكار هذه التكنلوجيا اللعينة التي تقضي على التفاصيل الجميلة شيئاً فشيئاً..
لا أعلم ربما عليك أن تقرئي رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان ، العاشقان السريان اللذان إعتادا على التواصل عن طريق الرسائل لسنوات .. رسائل كانت تصل في أيام ربما في أشهر ، ربما كانت تفقد أيضاً يا يارا !
ألا تفتقدين مثلي هذا النوع من العمق الإنساني ، التعلق ، الولع .. الجنون ربما والأمل !
كان بإمكاني أن أقرأ ما كتبته على حسابك اليوم ولا أعيره إهتماماً خصوصا أني غارقة حتى أخمص قدمي في دراسة أشياء موحلة في المادية يا يارا .. بالإضافة إلى كوني متأخرة كثيراً متأخرة دائماً ، ولكن بعد أن دقائق بدأت استئناف دراستي وكلماتك تطن في أذني ، تقابل رغبة عنيفة داخلي في مراسلة شخص ما وأن يكون للرسالة رد ..
أعلم أنك أيضاً غارقة في دراسة أشياء لا تحبينها الآن ، أعلم أن كلانا لن يحب أي شئ تتعلق دراسته بالجدية حتى لو كانت الموسيقا أو الرقص لأننا لا نأخذ هذه الدنيا بجدية يا يارا .. أنا أنتي نعلم تماماً أنها عبثية لدرجة مزعجة .. لا شئ في المقابل ولا شئ بالأساس .. 

رأس السنة في طريقه ، فكرت مراراً وتكرا في وضع أهداف لهذا العالم لكني أعلم مسبقاً أن كل خططي لا تستمر لبضعة ساعات فكيف سأتصنع الجهل لأضع خطة مستقبلية لعام بأكمله ! 
لا أعلم إن كنت تولين رأس السنة أي أهمية ، ربما يجب علينا إستقبال هذا العام الذي سيحمل المزيد من الألم والفراغ والفقد بطريقة مختلفة ، ربما سندخن ، سنرقص ، أو سنتصل بكل الذيين آذونا ونسبهم بكل ما تشتهي أنفسنا ، حتى أؤلئك الذين أحببناهم والذين لا زلنا نحبهم والذين لازالو يخذلوننا وسيخذلوننا ولن نستطيع إتخاذ قرار الإبتعاد والبدء من جديد لأننا عبثيين لدرجة مؤلمة .. 

أتمنى أن تصلك رسالتي وأنت في أحسن حال .. وإن لم تكن أحسن حالتك أتمنى أن تفعل هذه الرسالة شيئاً ، وأنتظر ردك :* 






الجمعة، 16 أغسطس 2013

الإلهة المحبوبة روزيتا



تقول الأسطورة أنك ستهتدي إلى إلاهتك "المحبوبة روزيتا" يوماً ما ، روزيتا الفاتنة ستكون أجمل من تماثيل المرمر اليونانية العارية ، ستنتظرك حتى تجدها بعد أن تطهر روحك ، ستهديك لها لتقعا في الحب وترفعك لتكون إلهاً معها لتشاركها صنع الجنة ، تسقيك خمر العشق المقدس حتى تسكر للمنتهى وتستحيل إلاهاً في ذروة العشق ..

تفيق من السكرة وتراها لكن هذه المرة ستراها بعيني إله ، تبكي حزنك الشريف بين ذراعيها وتدفن رأسك الثقيل في صدرها القدوس ، تضع كفها المباركة على رأسك لتشفي أوجاعك وتهبك السكينة ، يتسارع نبضها حتى يكاد يهلكها خوفاً عليك ، فتغرس يدك الحنونة في صدرها لتربت على قلبها الصغير فيعود لطبيعته الإلهية ويضخ الحياة في جسد محبوبتك روزيتا بلا ألم أو رهبة ..

تعبر عن إمتنانها لك بطقس من طقوس الآلهة فتغمض عيناها وتتعانق شفتاك و شفتاها فتتوهج شفتاك الأشبه بقوس كيوبيد كالياقوت ، ترد لها الإمتنان بطقس آخر فتمرر يداك على ظهرها المنحوت ببراعة فتستحيل هي إلى نور ، تقترب منها أكثر لتعانقها فتحترق بلهب نورها كالفراشات وتتساقط رماداً ..

يتآكل قلبها الذي شفيته حزناً عليك فتعيد خلقك من ضلعها ، وتقبلك قبلة الحياة لتبث فيك من روحها وتبعثك من جديد ..

هذه المرة تقرر ألا تحولك إلى إله إو تقحمك إلى عالمها الذي أهلكك قبلاً ، ورغم إختلاف العوالم تستمر بعشقك الخطير متجاهلة اللعنة التي قد تحل عليها أو أن تتهم بإقترافها الخطيئة .

تقدم لها قرابين الحب والعشق ، فتزرع جزءاً منك في رحمها الإلهي الطاهر لتهبه هي الحياة ومن ثم تلده وتبعثه لهداية الناس ونشر الخير والسلام والحب باسمها وببركتها .








الثلاثاء، 7 مايو 2013

يمكن لو ..

الجدارية كُتب عليها "كل مضى في طريق"  كلهم مضوا في طرقهم يا "روح" وأنا لازلت عالقة بين فضاء الوصل والفرقة في التيه الفاصل/الواصل بينهما ، لايقطع الألم سوى الألم ولا الصوت إلا الصدى ..

حدثني عن الله يا "روح"  الجميع أخبرني أنه ليس في قلبي وأني لست في قلبه ، أخبروني أن أُؤمن دون جدل ولا أسئلة ! وألغي عقلي كما ألغو أرواحهم ، أن أكون آلة لتقديس الإله الكافي المستكفي من الأبد للأبد وأن أصمت عن خرافاتهم وعربدتهم ﻷنهم في نهاية كل مساء يصلون على محمد او يبتهلون باسم المسيح الحي .

أخبرتهم يا "روح"  أني مؤمنة ﻷني رأيت الله في الأرواح الشفيفة .. فيك .. رأيته في عيون المحبين و أفئدة الرحماء ، سمعته في صوت أت من عود الفتى الرهيف وصوت الفتاة الرائق  .. أليس الله جميل يحب الجمال ويسكنه ؟!

أكتشفت  أني أكره الضحك ، ربما اكتشفت ذلك مؤخراً ﻷني لم أضحك في حياتي كما ضحكت معك ، ربما ﻷني اكتشفت إمتلائي بما يستحق السخرية ، أو خوفاً من مواجهة أني لازلت على قيد الحياة وأستطيع الضحك مرة أخرى .

حلمت أمس أني أغني يا "روح"  صوتي كان  رائقاً ، كان مهيباً جلياً واثقاً بلا نشاز ، كنت أرتل حبك أو ربما هوا حب الحياة والمفاجأة .. كنت سعيدة !!

أنا لازلت حزينة يا "روح" وحدتي تقضمني على مهل وتتلذذ و الحب لا يشفي ولا يعالج ، الجرح قاتم/قائم حتى الأزل هوا فقط يظهر معك بشكل أكثر أناقة

أنت وأنا والغنية ..

"يمكن لو في بيني وبينك حكي، كنا حكينا" 
يمكن لو في بيني وبينك دمع، كنا بكينا
لو كان في طريق تودي، شوية شوية كنا مشينا
او كان في شي درب يوصل بيني وبينك كنا لقينا
يمكن لو في بيني وبينك قصص كنا قرينا
… يمكن لو في بيني وبينك صلاه كنا دعينا
"يمكن لو في بيني وبينك حلم كنا غفينا"
يمكن لو في بيني وبينك سلم كنا نسينا
يمكن في نغمة وحده بيني و بينك عم بتعيد
يمكن في ناس كتيره بيني و بينك ما بتفيد
يمكن في قمر او في شجر او شي جسر حديد
يمكن في سهل او في جبل او في شي وادي بعيد
"يمكن في طريق جديده بيني و بينك نحنا مش شايفينا"
يمكن لو ..

الجمعة، 26 أبريل 2013

الأحلام الخربة ..

بداياتي دائما تسبقها نهايتها .. أنا حقاً أختلف عن هذا العالم تماماً ، أصبحت الأحلام الخربة والآمال المجزوءة ، الأمزجة السوداوية المتناقضة والزهد في المتع الحسية يطيح بي خارج المجرة ، أنا لا أنتمي لهم ، لا أنتمي لك .. لا أنتمي لشئ/لشخص ﻷن الإنتماء /الإرتماء مؤلم ، ربما هو أكثر من مؤلم كثيراً ربما هوا مميت لكن الموت أهون مما أشعر به الآن أيضاً !

لا ألقي اللوم عليك .. علي فقط ، على حظي العاثر ، على حماقاتي المتكررة والمتناثرة في أغوار ذاكرتي مع الجميع تقريباً ، ربما لو كان أبي في حياتي كانت ستكون هذه الحماقة أقل كثيراً ، أنا أفتقده ، وكالعادة أبحث عنه في عيونكم ، لكن أعينكم زائغة ..

عن شخصية البديلة التي ألعب دورها الآن للمرة الثالثة ! حقاً هل وصل التشابه بين الجميع لدرجة التشابه في حفر ذات الجرح ، بذات الأدوات ، لا أمانع أن تجرحني البتة لكن أنا لن أطيق لعب دول "البديلة" أنا بديلة فاشلة ، لن أشبه فتاتك الأصلية ، لن أشبه أحداً ، لن أضمد جرحاً لم أقترفه ، أنا كوة من الجرح بالأساس ، حباً في الله "الرحمة" !!


ماذا تعرف عن الجرح !؟
سأخبرك قليلاً عنه .. سأخبر والقول لا يتعدى كونه قولاً لا يسمن ولا يغني من وجع ،
هل جربت السقوط من السماء السابعة لتدفن في الأرض السابعة ، هل خبرت الكوة بينهما ، التيه ، الألم ! هل خبرت الرغبة العارمة في البكاء والصراخ لكنك لا تستطيع فقط ﻷنك تحمل أعباء كبيرة فلن يكون لك الحق /الفرصة في السقوط والإنهيار لبعض الوقت .. اللعنة كم أريد السقوط للأبد !!
سأخبرك لاحقاً عن نهايايتي اللي تسبق البدايات ..

على الهامش : أنت مخطئة ، أنا حمقاء ، الحب كائن هلامي لا يستحق كل هذا العناء .. إحتفظي بقلبك .




السبت، 13 أبريل 2013

"لماذا الإخوان ؟! " الجزء الأول




الصورة المجزوءة والواقع الإفتراضي الذي يحيا فيه الإخوان يجعل الإجابة على سؤال "لماذا الإخوان؟!"

أشبه بسؤال عن أحد المسلمات ، وحاجتك إلى إجابة  أشبه بإعلانك الإلحاد ، أما نقدك سوءاً كان نقدا

ساخراً  لاذعاً أو موضعياً سيضعك لا محال في خانة الخصومة مع الله فحق عليهم أن يجاهدوا لقطع

دابرك ما استطاعو .. باذلين في ذلك الدم والمال والولد .. لعن الله الغباء أينما وجد !

أما عني هنا في معتركي السخيف معهم طوال الوقت ، تذوقت أنواع مختلفة من اللعنات السوداء ، بعيداً

عن لعنات العنف ، لعنات السلاح ، بعيداً عن إصابة وجهي في إحدى المظاهرات وعن الندوب الباقية أبداً

لتعيد الذكرى المعتمة إلى قلبي والغصة المرة إلى حلقي في كل مرة أقف فيها أمام المرآة  ..

اللعنة هذه المرة كانت لعنة الفكر ، وما أدراكم ما في فكر الإخوان من لعنات سوداء شديدة القتامة


ومشاكل فكرية ونفسية عُتقدت طويلاً تحت ظل الأفكار الإستعبادية السادية الأقرب للكفر منها للإيمان ،

للكره منها للحب ، للغباء من أي شئ آخر وأعني هنا الأفكار القطبية المريضة و غيرها كثيراً من أدبيات

الإخوان ..

حدث في كليتي الثلاثاء الماضي حادثة أشبه ما يكون بأفلام الأكشن أو الأفلام الهندي منها إلى الواقع

حيث قام مجموعة من سائقي الميكروباصات بالتعدي ضربا وطعناً على طلبة الكلية وتطول القصة

ويطول الخديث عن الإعتداء الذي تعرض له الطلبة وعن المهانة التي صرنا نتنشقها يومياً في ظل حكم

الإخوان للدولة عامة ولإمساكهم زمام الأمور في الكلية خاصة ..

كتبت عن الواقعة على حسابي الشخصي على الفيس بوك ، كتبت بعض التفاصيل المخزية ، كتبت عن

مطالبة الطلبة بهيكلة وضع السائقين عند البوابة منذ فترة طويلة وإنعدام الإجراءات كتبت عن ردود فعل

العميد لن أنعته هذه المرة ﻷن الواحد مش ناقص وضربتين عالراس توجع ، أما عن ردود الأفعال على ما

كتبت  سيتضح جلياً اللعنات الفكرية السالف ذكرها ليحمد لله ويثني على نعمه كل من هو ليس

إخوانيا وليصفح الله عن من إقترف في روحه إثم الأخونة ..

قام أحد شباب الإخوان بعمل برنت سكرين لما كتبت وتوجه بها إلى العميد الإخواني دكتور عمار .. وعينك

ما تشوف إلا النور :D :D

تباينت ردود الأفعال والإهانات والتشويه والتشنيع والتلقيح على شخص سعاتي المصونة و سيادتي جنابي

الموقرة ، الدكاترة تكتب ستاتسات ويبعتولي رسايل ويعملولي تحقيق هوبا دا الموضوع باينو قلب بجد !

أما عن رد فعلي فكنت بقول في سري " أنا موتت موتات أحلى من كدا بكتير "  :D :D :D

المهم تم ما تم في الجلسة التي لا أعلم لها مسماً حتى الآن إن كانت قانونية أم ودية محتواها التهديد أم

تربيوية لتقويم سلوكي المعوج ﻷني أنثى .. أنثى !! والأنثى يجب أن تتحلى بالحياء !! ، كل اللي فات حمادة

وإنهم كانو عايزين بابا وماما حمادة تانية خالص ..


يا مثبت العقل والدين يا رب ..

عرفتوا بقى لماذا الإخوان ؟!

البشمهندس اللي ورا عرف لماذا الإخوان ؟ الآنسة أمو طرحة برتقاني عرفت لماذا الإخوان ..

إنتظرو الجزء التاني من المسلسل الهزلي "لماذا الإخوان"













الثلاثاء، 19 مارس 2013

الأكيد مش أكيد

كان نفس ترتيب اليوم من الشهر بس من سنة فاتت ..

إنتا كنت لابس نفس التيشرت ، كنا في نفس المكان ، كانت آخر مرة نتكلم فيها، كل حاجة من سنة كانت شبه كل حاجة دلوقتي .
إلا أنا ..

أكيد مفيش حاجة أكيدة ﻷن ذاكرتي أقرب لذاكرة السمك منها ﻷي حاجة في الدنيا ، بس الأكيد إن أنا من سنة مش شبهي دلوقتي ..

لون عنيا إغمق سنة أو سنين .. وشي جعد رغم إني لسا مش في الأربعين ..
قلبي !؟
يووووووووووه هقولك إيه ولا إيه ؟
أكيد إنتا عارف .. أو مش عارف !!
مش عارفة ..
الأكيد إن شكلي إختلف
كل كلامي الحزين بطلتو واللطم والولولة .. أكل الضوافر والدموع المستباحة ليل نهار ..
الحزن مش في دا كلو .. الحزن في القلب
سيبوا اللي في القلب في القلب وبطلو تقليب في المواجع ..


#عن صدفة حصلتلي .. أتحدث






الأربعاء، 27 فبراير 2013

قليل من الكفر بالمسلمات

هذه الثرثرة هنا .. إليك أو عني .. لن يختلف الأمر كثيراً ﻷني على يقين أنك تعاني مثلي تماماً في أحد أركان هذا الكوكب المهترئ ..

ﻷنك كذلك تشاركني نفس الزمن الذي يسرق منا شبابنا ويهدينا العجز والشيخوخة واليأس بدلاً عن أعمارنا الحقيقة ..

أعلم وتعلم أن الحياة أصبحت ثقيلة وكلمة الأمل أشبه ما تكون بلفظة قبيحة أو سبة .. بدأنا يا عزيزي في اكتشاف نطاق الأوهام الذي قيدنا لسنوات عن الغد الأفضل عن الأمل والأحلام عن الوطن والحب .. عن العائلة !
نحن الآن أفضل كثيراً ﻷننا تحررنا من تلك الأوهام جميعها .. تحررنا من قيود الأمل والأحلام الشائهة عن الغد الأفضل وتقلصت قدرتنا على الصدمة وإنكمشت رغبتنا في الإندهاش حتى صار شعار المرحلة "ولا أي إندهاشة"

لكن تظل رغبتنا في الحزن ورغبته بنا قوية وعنيفة كما تكون كل الأشياء في بدايتها كل الصدمات وكل كميات الفشل تظل تورثنا حجم الحزن ذاته رغم تكرار المواقف نحن لا نعتد الحزن كما نعتاد كل المشاعر الأخرى .. يبقى زاهيا جديدا كبيرا كما في المرة الأولى ..

لا تصدق أرجوك الهرطقة القائلة بأن الصدمات تقوي الإنسان وتزيد مناعته ضد نوبات الإكتئاب والإنكسار .. أنا هنا أكبر دليل على فشل هذه النظرية العقيمة ، عقيمة كما هي مسلمات البشر ونظرياتهم عن الحياة كلها يا عزيزي .. لا تصدقهم أنت تعرف كذلك أن البشر كاذبون ..


أفكر جدياً بالإنتقال للعيش وحدي بعيدا عن الكذبة الكبيرة المسماه بالعائلة !! هل تصدق حقاً أن هناك من يهتمون ﻷجلك بسبب رابطة الدم أو بسبب غريزة الأمومة أو الأبوة المزروعة بالفطرة في قلوبهم الطيبة ؟! أخبرني رجاءاً أنك لا تصدقها .. أخبرني انك تعلم جيداً أن الإهتمام بك أو بي يأتي على إستحياء كنوع من أنواع إخماد تأنيب الضمير أو بحثا عن مثالية زائفة أو تشبثاً بالإنسانية .. أخبرني أنك كبرت على تصديق كل تلك الخرافات ﻷني كفرت بها ..

تعلم أن الكلام أصبح أصعب ما أقوم به في يومي .. تعلم أني كنت في زمن سابق أكثر شخص إجتماعي يمكن أن تصادفه في حياتك الآن أنا مثال يحتذى به في اللعثمة وفقد القدرة على إكمال أي حوار .. فقدت القدرة على إلقاء السلام ﻷني لا أعرف ماذا سأقول بعد ذلك .. لا عفواً أعرف جيدا ما سأقوم به .. سأصطنع الإهتمام ثم ألقي مجاملة صغيرة .. أجبر نفسي على رسم إبتسامة باردة  ويفعل الآخر الشئ ذاته وسنصدق كلانا أننا أشخاص طيبون ولنا دوائر إجتماعية واسعة وبمعدل 0 من المشكلات النفسية ..

كل المسلمات خاطئة .. الحياة كذبتنا الكبيرة وتصديقنا لهذه الكذبة هوا الشئ الأكثر غباءا على الأطلاق ..







الأحد، 24 فبراير 2013

أرق

الساعة 2:47

الأرق اليومي المصاحب لحرب المجرات الدائرة هنا في رأسي ، كل ما كنت أتمناه هو أن أستطيع تخيلك لتربت على كتفي حتى أنام في سكينة ..

حاولت تجميع وجهك ، عيناك ، شعرك ، ملامحك تائهة مني لم أعتد هذا .. دائما كنت سهل التخيل ، تأتي في الميعاد .. تقبلني القبلة المسائية لنلتقي بعد ذلك في حلمي أو تنتظر حتى أستيقظ لتقبلني القبلة الصباحية .. 



أنت الآن تائه في رأسي أبحث عنك ولا أجدك .. لا أحد هنا .. الوحدة قاتمة ، الأفكار قاسية وأنا ضعيفة لا داعي للإدعاء أكثر أنا وأنت نعلم جيدا ً أني ضعيفة !

الساعة 3:02

كيف سأستيقظ غدا لأبدأ يوم مكتظ حتى آخره بالمحاضرات والمشاوير .. من أين لي بهذا التركيز بدون إرتشاف بعض قطرات النوم ..

المقارنة نوع من أنواع الإنتحار .. اكتشاف إختلافي الفج بيني وبين مثيلاتي مرعب .. حياة الجميع مثالية ، عائلة .. سعادة .. أصدقاء .. خطبة .. دبلة .. نجاح .. !
اللعنة على المثالية ..

مجددا .. أتمنى أن أكون الفتاة التي كنتها من 5 سنوات .. أنا الآن مستهلكة غير صالحة للحياة .. غائبة عن الوعي بعينان مفتوحتان ..

لا أكل .. فقط عند بدأ آلام المعدة بالقرص أتحايل علي وأدفع بعض اللقيمات في فمي بدون إحساس بالطعم وبدون الرغبة في ذلك .. الطعام تحول إلى مسكن لآلام المعدة ..

ألعن كل الأشخاص الفارغين حولي .. لكن الحقيقة إني فارغة أيضا ، ربما أحوي فراغاً أكثر منهم !!


السبت، 23 فبراير 2013

أفكار ..

الساعة 4:55
مش عارفة أنام ، الأفكار اللي في دماغي بتقتلني بالبطئ ، بتحرمني من النوم ! بتعذبني ..
كل المسلمات غلط ، أساساً مفيش مسلمات .. كل حاجة بقت عبث ..
مفتقدا ماما مع إنها في القوضة اللي جمبي ، ماما كل الأمان .. عايشا بيها بعد النفس ..
بابا مشفتوش بقالي حوالي شهرين وكل ما أدبر صدفة نتقابل فيها الصدفة تبوظ .. أساسا مفيش صدف كل حاجة بتحصل بسبب !
الأخبار الحلوة عاملة زي غزل البنات لونها بمبا وطعمها حلو بس بتدوب بسرعة في البق ومبفضلش منها حاجة !
بدور على حاجة مفيدة أعملها في الوقت اللي بعيش فيه .. حاجة أعملها منغير ناس أعملها لوحدي ..

أنا مختلفة ولا نسخة ؟ أنا مبتذلة ولا حقيقية ؟ أنا أصيلة ولا لأ ؟

أسئلة بتتدلدق عالورق كلها ورا بعض منغير ترتيب بتطلع ومنغير سبق إصرار وترصد بتدبحني ..

أنا هعرف أقف لوحدي منغير ما أسند على كتف حد بعد كل الوقعات دي ! أنا ظهري مكسور ورجلي معادتش بتشيلني ..

الحب .. الحب تفاصيل .. التفاصيل كل حاجة وكل حاجة جوا التفاصيل .. محدش بيبص للتفاصيل ، كلو بيبص للمظهر .. محدش بيشوف أصلا كل الناس عميا !

أنا مبعرفش أكتب .. حقيقة عارفاها كويس وبكتب برضو ..

الناس كلها شايفة إن الحزن رفاهية وإن الناس الكئيبة سر كآبتهم تجارب عاطفية فاشلة !

2013 هيا الإمتداد السئ ل2012 كل حاجة حلوة بتحتضر وكل حاجة بشعة بتكبر وتتضخم !

السعادة كلمة خرافية أو حكاية أسطورية معرفش لسا .. بس الأكيد إنها مش حقيقة !


أنا حاسا إني طفلة ومش بكبر وإن الزمن واقف ، وحاسا إني عجوزة وكبرت عالحياة وعالأمل ، حاسا إني ميتة أصلا وبمثل إني عايشة بس أنا ممثلة فاشلة للأسف !
























الخميس، 21 فبراير 2013

قمرة يا قمرة ..


فيروز ترسل إلي أغنية "قمرة يا قمرة" مع صحبة من الورد الأبيض ..

حيث إسمي للدلال "مون" والورد الأبيض الأشبه لقلبي النابض بالحب دوماً ..

تغني وتغني حتى أتخفف من الأحمال الثقيلة على قلبي وأخلع ثوب الحداد على موتى عرفتهم وآخرين لم أعرفهم ..



فيروز تهمس في أذني بإبتسامة قمرة يا قمرة  :

"قمرة يا قمرة لا تتطلعي ع الشجرة 
والشجرة عالية وانت بعدك صغيرة 
يا قمرة 
والشجرة عالية ما بتطالا الابد 
وكيف بتمشي حافية وفستانك جديد "

تعرف فيروز إني مهما كبرت سأظل تلك ال"زغيرة" التي تهدهدها في الأغنية .. 

تعرف فيروز أني أهوى "طلوع الشجرة" والمشاركة في المظاهرات والمشي في جنائز الشهداء .. تعرف فيروز تماماً ميولي الإنتحارية ويأسي الشديد من الحياة ومن الناس ومن الإنسانية كافة فتخبرني ألا "أطلع الشجرة" ﻷنها عالية جدا ولأني "زغيرة" جدا جدا ..

تعرف فيروز أني أمشي حافية على أراض ملؤها الشوك وفتات الزجاج المهشم تعرف أني أضل دوما طريقي إلى حيث لا شمعة في الظلام ولا أقمار تضئ الليل ، أكرر المرور في الطرق المحظورة وأكرر الأخطاء السخيفة وأكرر المشاعر ببراءة البدايات الأولى وكأن شيئاً لم يكن !

تعرف فيروز أن فساتيني جديدة ولكني لا ألبسها ، أن عيوني حلوة لكني لا أكحلها ، تعرف أن شفتاي كالعصفور لكني لا أصبغها ، أن خصري نحيل لكني لا أزم  عليه ملابسي ، تعرف أني جميلة لكن العالم يكره الجمال يا فيروز ، يلقون بالجميلات في جحيم الدنيا الأشد عذاباً من جحيم الآخرة ..

تعرف فيروز عني كل تفاصيلي الصغيرة التي لا يعرفها أحد حتى أقرب المقربين .. تعرف التفاصيل المؤلمة ،الجميلة والقوية ..

تعرف فيروز أنك تحبني وأنك قادم فتغنيلي :

"راح يوصل حبيبك بكره من السفر
و جيرانك يحكو معو كيف الصبايا اتجمعوا
لما كنتي بالشجرة و صرتي تغني يا قمره
حبيبك وصاكي تتضلي بالبيت
و مين ما حاكاكي ما تتركي البيت
ما بدو تشوفي حدا و لا تردي عا حدا
و كل البواب مسكرة هيك الهوى يا قمره"

وأنا أصدق فيروز  ولكن أخبرني أنك تحبني كي أحتمل الإنتظار
هل تحبني ؟!




الاثنين، 18 فبراير 2013

كائن يشع حزناً

أسمح للحياة بأن تتجاوزني برحابة صدر .. أتركها تعبر فوقي وتطأني بأقدامها الثقيلة بلا تذمر .. لا أفكر أن أخطو برفقتها نحو الغد أو حتى أرجع بظهري للخلف لكائن كنته يوماً وأفتقده كما لم أفتقد !

الحزن .. الشامة المنحوتة بدقة في ملامحي المنمنة ،الموشومة بتفان على جسدي الهزيل ، العاهة المستديمة التي يعجز أمامها طب التجميل برمته ، الآن أنا لا أخفيها أمشي بها أو تمشي بي ، أواجه ببشاعتها المفرطة عالمي الذي لا يقل عنها بشاعة ..

المشكلة هنا تخطت كونك مصاب بهذا الداء وألقيت الأمل بعيدا في الشفاء منه ، المشكلة تكمن في كونك أصبحت مصدر دائم لشقاء من حولك وإحساسك بأنك كائن مشع للحزن إحساس خانق ..

تنحصر كل أسئلة المحيطين عن حالك فتبدأ بالسرد الذي يصيب وجوههم بالكرمشة و أرواحهم بالضيق منك .. حتى إن لم ترى هذا في عيونهم أنت أكيد من فعاليتك في نقل هذا الفيرس اللعين في ثوان !

أنا أعلم تماما أني فتاة سخية في عطاء الكآبة والحزن ، يكفيك الجلوس معي 5 دقائق لأجعلك تشعر بالأسى والضيق والرغبة في حرق هذا الكون بأكمله أو حرق نفسك على أقل تقدير ..

أنا أشعر بالأسف حيال كل من أجهدهم مشقة السؤال علي وتحمل ثرثرتي الغبية عن آلامي الامنتهية ، وإن كنت أحاول الشفاء فهذا ﻷني أريد أنا أرى على وجوههمم البسمة بدلا من الحزن أثناء وجودهم .
أتمنى فقط انا أشفى لأمنحهم بعض الأمل بدلا من أطنان الهم التي فجرتها في وجوههم مسبقا !












الثلاثاء، 12 فبراير 2013

مساحة أخرى للحماقات الشخصية



التدوين ما هوا إلا مساحة أخرى تُفرد لحماقتنا المتكررة وتلك الجديدة ..مساحة لجلد ذواتنا ورفس النسيان بعيداً ..
إحدى حماقاتي في الأيام الفائتة كانت في إمكانيتي تصديق ذات الأكذوبة اللعينة التي سبق أن صدقتها مرارا وتكرارا .
يصدف كثيرا وأن تقابل أشخاصا ً رائعين لتعود إلى ظنك القديم بأنه يوجد على الأرض ملائكة ، لا يمر على إعادة هذا المعتقد الفاسد إلى يقيني إلا دقات الساعة ﻷلكم نفسي على غباءاتي المتكررة .

أيضا العودة للأخطاء القديمة التي كنت قد ودعتها منذ أمد بعيد ومعاودة تكرارها رغم معرفة النتائج مسبقاُ ، بدأت أشعر أن المشكلة غريزية بالدرجة الأولى وأن الغباء لا يمكن تقليله بالخبرة السابقة في التعامل مع المحيط والذات ، منحنى حياتي متردد ينخفض بنفس نسبة إرتفاعه في السابق ليضرب بأي تقدم عرض الحائط ..
هذه الأخطاء بتكرارها تعدت كونها أخطاء عابرة وشماعة المرة الأولى و”مكنتش أعرف” لم تعد صالحة للإستخدام ، التكرار يحول هذه الأخطاء العابرة إلى نار تكوي جوفي باستمرار ،جهاد ذاتي للإبتعاد عن نسختي القديمة يحتاج للمضاعة أو ربما لم يكن جهاداً بالمعنى الحرفي وسأحتاج للعديد من المقويات .

على الجانب الآخر .. عزلتي المفرطة لازلت تأكل مني ، مساحات روحي الجيدة تتعطن في فترات العزلة الطويلة ، كل الأشياء تكمل دورة السوء التي بدأتها كل الأشياء تتحول إلى عثرات في طريقي حتى أوقاتي الخاصة التي أقتطعها لإستراق المتعة تتحول بدورها إلى عجز ومرار أتجرعه .. كمية المناسبات السعيدة التي أتلقا دعاوٍ لحضورها تفوق قدرتي على الإحصاء ، كذلك تفوق قدرتي على تحمل ذاتي البائسة الوحيدة في هكذا عالم .

أكره بشدة إعترافي بالضعف وإحساس الهزيمة ، أكره الإعتراف بأن أسلوب حياتي ردئ ، إعترافي المر بأني فاشلة ، أكره الحقيقة ككل الناس ﻷنها مرة وصعبة ، وأكره جدا إعترافي أمام ذاتي وعلى الورق بأني سيئة جدا وغبية جدا وبأني جائعة إلى الآخر الذي لا يأتي ، في حاجة فائقة إلى التعلق بذراع شخص ما وتلقي النصيحة والرعاية والإهتمام كطفلة صغيرة تبدأ حياتها من بعد الصفر بقليل .


"ربى إنى مسّنى الضر وأنت ارحم الراحمين"


















الثلاثاء، 5 فبراير 2013

المدينة المسيلة للدموع



طنطا شيعت أمس فقيدها الغالي الذي رفرفت روحه فوقها .. شيعت الشهيد البطل "محمد الجندي" 
خرج النعش الطائر من جامع السيد البدوي متوجها ً إلى مقابر العائلة حيث سيرقد جسده الطاهر .. أما روحه فشيعها ملائكة كرام إلى جنة أو أكثر .. لا علم لي بما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل بشر لأني بشرية .. 


طار الولد .. طار نفحة من روح الملائكة كانت تمشي على الأرض .. إنسان تتلبسه روح قديس .. وجه يعد المادة الخام للبرائة .. "قطعت فينا كلنا يا جندي .. قطعت في طنطا كلها يا بني " ..
الحق أقول إني لم أبك في جنازة الجندي كما ينبغي كنت منشغلة بتهدئة عجائز المشهد الاتي قطعت في قلوبهن يا جندي .. أمسك بأيديهن لئلا يخمشن خدودهن .. ويضربن صدورهن ، أما الشباب منهم من صرعه الحزن عليك ففقد وعيه أملاً في اللحاق بيك ، ومنهم من شارك النساء النحيب والبقية الباقية تحملت عبئ الرجولة وهللت خلفك كما أوصيت يا جندي ..

بعد تشييع الجثمان تحولت طنطا المدينة الهادئة الرخوة سياسياً إلى حد بغيض  إلى جمرة تحرق أصابع كل من يحاول الإمساك بها .. 
لم تمنع روح "الجندي" الوادعة غضبة المكسورين من الإشتعال .. تحولت هذه الصغيرة إلى تلك المتوحشة .. أجوائها غاز .. أصواتها طلق .. ألوانها دم ..  محاجرها ملؤها الخراطيش ..

كل أزقة المدينة وحواريها تحولت إلى ساحة معركة .. طالت القنابل منازل طنطا دفعة واحدة وهذا إن دل على شئ فدلالته أن الشعب المصري يدفع الضرائب الباهظة ليضرب أبناؤه بالقنابل المسيلة للدموع وتفقأ أعينهم بالخراطيش ..

ينقضي اليوم الأسود على الإطلاق في تاريخ المدينة كما وصفه شهود عيان ويطل صباح رمادي على مدينة  خانقة خربة متشحة بالسواد على إبنها الذي طار .. تسكنها الأرواح والأشباح .. طنطا المدينة المسيلة للدموع بكى فيها القاصي والداني عليك يا جندي من يعرفك ومن لا يعرفك .. من شيعك ومن لم يفعل .. طنطا أسالت دموع قاطنيها عن بكرة أبيهم حزناً عليك يا جندي .. 






السبت، 2 فبراير 2013

المزيج ..

لم أكن يوما جارة للقمر ..
ولا كنت نبضة في قلب حي .. كنت أكثر إنفتاحا من كتاب مقروء ..
 لم أكن زهرة في يد عاشق ولا شوكة في حلق حاسد ..
كنت ما كنته .. والآن أنا أحيد عن رماديتي الأولى ..
أتغير ﻷني بدأت ألطخ نفسي بالألوان ..
أعرف الأشياء كما ينبغي أن تُعَرَف في قوانين العقل .. وأفلسفها كما تُفلسف في قوانين المنطق ..
الأشياء تتغير ، والدنيا ليست على الإطلاق أبيضا وأسود .. هي المزيج المنتصف الغني لهما ..

تدرجات الوسط واسعة تكفي لإغراقك في الإسئلة .. متباينة تكفي لأن تملأك بشتى أنواع التناقض ..
لم أكن يوما زهرة النرجس البيضاء
كيف لزهرة بيضاء أن تدمي قلباً؟
لم أكن جورية حمراء .. لم يلهبني الحب يوما كجورية !
لست زنبقة ولا سوسنة ولا بنفسجة .. ﻷني لست حزينة طوال الفصول الأربعة ..
لست عصفورة الجنة فأنا ملوثة بالخطايا ..

لست أيا من زهور الأرض ولست لونا واحدا من ألوان قوس قزح .. أنا المزيج بين التعقل والجنون ، بين الحب والجرح ، الفقد والوجود .. الغيرة والامبالاة .. الحرية والحبس .. الفرح والكآبة ..

أنا شريطة الحداد السوداء .. قطرة دم الحمراء .. الدمعة الشفافة .. الفراشة الخضراء ..
أنا البرتقالية مثل الشمس .. الامعة كالنجمة .. والمطفئة كرماد بندقية ..
أنا أحيا مجددا ﻷنني أكتشف ضرورة أن أكون مزيجا متناقضا يصعب استناج مكوناته ..
أن يغوص الآخرين عميقا بحثا عني ﻷني أكمن  بالعمق ..






الجمعة، 1 فبراير 2013

أهذا الغبي الصفيق البليد إله جديد ..!؟



اليوم الأول من فبراير .. الجمعة الأولى من الشهر .. الشهر الثاني من السنه
مش هتفرق كتير صدقوني !!
الأيام كلها عبارة عن نسخ بالكربون للوطن المغتصب ، للحرية المنتهكة ، لعهر الحكام ، لقطعان الغنم ..
الأيام كلها تحولت إلى ضرائب يدفعها الشعب جُله لــعاصري الليمون وقطعان الخرفان ..
كل الأشياء هنا تذود عن الشرعية هنا أتكلم عن الأشياء _لغة_هي معدومات الروح ،لكن يمكنك لقاء  بعض الأوادم  يسحلون ويجردون من ملابسهم في أحد الميادين أو تخطف منهم أرواحهم بالرصاص الحي والخرطوش هنا أو هناك بسبب أو بدونه..

أنا هنا أعتمر الأريكة المواجهة للتلفاز أشاهد مواطن مصري يجرد من ملابسه يسحل يضرب يموت بالتصوير البطئ !! يقشعر بدني وأنكمش أتضاءل حد الإختفاء .. 
أهرع إلى حسابي على الفيس بوك وتويتر لمتابعة آراء الناس وتعلقياتهم ..
ﻷجد مجموعة  "لا أعرف تسمتها العلمية حقيقة !" .. تبرر  آه والله تبرر !!
وكل تبرير أكثر نباهة من سابقه ..

الدم يغلي في عروقي لأني وبكل أسف أمتلك نخوة تحرق قلبي و تشل عقلي  ، أسارع بكتابة"كومنت" من نوعية دين أبوكو إيه يا ولاد الكلب !؟ إنتو بني آدمين إنتو ؟! ربنا ينتقم منكو !

لكن لحظة !! هذا شخص لم يشغله مشهد كهذا فقد نحى مشاعره وإنسانيته بعيدا بعيدا جدا .. ورد بالبغبغائية المعتادة ما يُملى عليه دون أدنى فكر أو تقدير أو إحساس .. 
ماذا ستفعل كلماتي وغضبي به !
أحادث نفسي قائلة : "أتظنين يا صاحبة السعادة أن نارك ستنتقل إلى قلبه ليشعر أو نخوتك ستنتقل إلى روحه فينتخي ! واهمة أنتي يا صحبة السعادة .. إفعلي خيراً واصمتي.."
أنا صامتة لن اخبركم كم تراكم فتاة العشرين عراة أمامها .. لن أخبركم أيضا كم وكم وكم !!!
أتذكر بيت مطر الحاضر بقصائده في كل النكبات حين قال : "لا تنادوا رجالا فالكل أشباه رجال وحواة أتقنوا الرقص على شتى الحبال " 
أنا أؤمن تماما بأن الجميلات هن القويات ، مانحات الأمل شديدات البأس لذا سأعاود الركض في بؤرة الإشتباك حاملة البيكوجيل والخميرة وقزازة البيبسي ..
بدلاً من اللطم وخمش الخد ونحيب الأرامل والموت سريريا بالسكتة أو إثر إرتفاع الضغط سأزاول مهنة المناضلة من جديد ..
" والله بعودة الأيام يا ميدان "


الخميس، 31 يناير 2013

رسالة هامشية 2

عزيزي صاحب الظل الطويل
أما بعد ..


أعلم أني أثقل عليك كثيراً هذه الأيام ، لكن صدقني "مجبر أخاك لا بطل"
العتمة تستمر بالتوغل إلى أغوار حياتي يوما بعد الآخر ، السنين والأشهر .. العمر الذهبي للسعادة يتسرب من بين يدي كالماء لا أستطيع الإمساك به ..

لا أرجوك لا تسئ الظن أنا لست مدمنة لعب دور الضحية أو تمثيل شخصية "الدراما كوين".. لكن أن تكون إنسانا في هذا الزمن الأغبر يحتاج إلى قدرات خاصة ومساحة لا حدود لها من الصبر والقدرة على امتصاص الغضب وتصريف الإكتئاب ..

غذا توقيع كتابي الأول في معرض الكتاب .. سأسافر إلى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي .. القاهرة الساهرة الساحرة ، ولكنها ساحرة شريرة يا عزيزي حوادث التحرش في ميدان التحرير تصلح ﻷن تتحول إلى أفلام رعب أو أفلام بورنو رخيصة جدا ..
مازالت قائمة الأصدقاء على الفيس بوك عامرة بالمدافعين عن حقوق المتحرش !!؟

مظاهرات مصر ضد الغباء الحاكم تملأ  الدنيا وأنا قيد حبسي الإنفرادي في الغرفة ﻷني مكتئبة ومعتمة وباردة جسدا وروحا .. كيف أطالب بالحرية لوطن وأنا أشعر بأن روحي حبيسة ،فاقد الشئ لا يعطيه يا حزني! .

المسكنات الرخيصة التي كنت أتناولها للهرب من الحياة اكتسب جسدي مناعة ضدها وأصبحت في مواجهتها وحدي ..
دواء الحساسية الذي أتناوله ليرميني بين أحضان الموت القصير لا يؤتي ثماره هذه الأيام ، القراءة غدت مملة أكثر لبعدها عن الواقع وافترائها في الخيال ، الحلم آه من الحلم يدق رأسي كلما بدأت في مداعبته ..
الأصدقاء إلتحق جزء منهم بالجيش ، جزء آخر سيسافر في القريب العاجل ، جزء ثالث قاطعته منذ زمن بعيد ، والباقون تركتهم يبتعدون قبل أن تبعدهم الأقدار ..

هل أخبرتك سابقاً أني يتيمة ؟ يتيمة بمعنى فقد الأب والأم وليس وفاتهما هل أخبرتك أني أزاول مهنة السندريلا منذ الصغر بخروج بسيط عن النص ؟
الحبكة بالغت في حك روحي بالحياة بدلا من أن تنحت مني شخصا أقوى ، تآكلت وأصبحت أكثر هشاشة وضعف من أي وقت مضى ..

أعدك أن أرمم كل الشروخ والصدوع في روحي لكن هل لك أن تأتي لتساندني في هكذا خير ! أعلم أنك تحب عمل الخير
أعلم أن الجميلات في نظرك هن القويات .. أعدك أن أكونها يا صاحبي إن طرقت باب قلبي .. وعد !











غباء الوهم ..

عزيزي صاحب الظل الطويل
أما بعد ..


انت غبي ، أنا أغبى منك ..
أنا مكدودة ومتعبة ، كئيبة حد التلاشي وحزينة أكثر من قدرة الروح على التحمل ..
أفارق من أتنفسهم ، أشنق نفسي بنفسي ، أنتحر خوفا من الموت رميا بفراقهم ..
أنت بعيد .. بعيد جدا ..وأنا أفقتدك !
أنت وهمي الجميل ، خيالي الأفاق ، أنت فكرتي و صنعي ..
أنت عصير الكتب وأبطالها الذين نهشوا خيالي ..

 أنت منجدي من سوط الوحدة ،مرمم الصدع الممدود بطول العمر والجرح المحفور بعمق الفقد ..

أنا طفلة الشارع التي تبحث عن عائلتها ..فيك!
أنت الوطن في وطن الغربة ..
 أنا الممتلئة بك حد الشبع والخالية من حد الجوع ..
أنت الرقصة التي لم أرقصها مع رجل .. القصيدة التي أقرأها وأنتظرك لتشاركني تذوقها ، الأغنية التي أسمعها وأنتظرك ﻷهديها لك ..
أنا الصحرا المقفرة وأنت الغوث .. أنا دعاء الحاجة وأنت التلبية ..
أنا عرجاء ﻷنك ظهري ،خرساء ﻷنك لساني ، وحزينة ﻷنك فرحي ..
أنا مطفئة ﻷنك غبت كثيرا وﻷنك غائب وستغيب على إمتداد بقايا العمر ..

أنا هنا أنتظر موتي في غيابك ، أو حياتي بك ..