الأحد، 25 نوفمبر 2012

الركن الحزين الباكي ..




أَنزوي في الركن الحَزين من الغرفة المخصص للشهداء
"حتى لا أنسى"..
هنا صور لهم بنكهة الابتسامات الخَجولة الموجعة . وجوههم الأحلى من السكر .. ذكراهم الأمر من العلقم..
.ِهنا أيضا أقصوصات من الصحف اليومية عن قصص استشهادهم..أحلامهم ..ووصاياهم .."حضرت الذكرى الليلة ووجبت"




أحمل شمعة .. أخفض نظري إلى الأرض خشوعاً وخشيةً ..

أرتل تراتيل الشهادة كما يجب ..
كمن يحضر أرواحا ..أحضر الأحزن عليهم وَبدون أدنى جهد مني .. تَحضر وأحتضر ..
أبكي..وأغتسل من كل شئ يجثم على قلبي عدا إنسانيتي ..
أَتَوهج .. وأبْتسم ..
يُحاصرني اليقين بأن كل هؤلاء الصبية يرقدون في أماكن أكثر سكينة وسلام ..  
أكثر نوراً وضياءاً مِمَا نَظن .. لَيسوا بِحاجَة إلى شموع توقَدُ لهم !
أو إلى تراتيل للمغفرة وأدعية للرحمة ..
ﻷن الله الذي يضيفهم أكثر رحمة وحبا منا وأقدر ..




أَتساءل .. "لما يسرق خريف الوطن وخرافه ربيع أعمارنا؟" ..
"لما تتلاشى الأشياء الجميلة والناعمة منا في هذه السنوات الخضر .. !؟"
لما لا نتفرغ فقط للحب والجموح و الشغف ؟! "
"لما هذا الوطن الخشن .. القاسي .. القارص البرودة ؟.. "
لما تترمل الصغيرات ويستشهد الفتيان بهذه البساطة,, بمنتهى البساطة ؟

أين الخلاص من دموعي المالحة المرة..والحانية على قلبي الملتاع إثر الفقد وجراء الفراق ؟

..الخَلاص والخلاصة في إثنتان : إما الهجرة أو الشهادة
فالأولى تمنعني عنها الظروف وتحول بيني وبينها الفرص
أما الثانية .. الشهادة .. سأكتب وصية في الحادية والعشرين إذن !؟ ..
ولكن!!؟
ملاااااااااااااااكنش خلاص
سَأكتب التْالي :
محدش يموت عشان يجيبلي حقي .. عيشوا عشان تجيبوا حقوقكم
متحطوش صورتي في الميادين ولا تنزلوها في الجرايد
مش عايزة أبقى شبح
إقرولي الفاتحة بس :)”ربما سأكملها في ما بعد .. وربما لَن تمهلني الأَقْدار ﻷفعل !





الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

فضفضة 2



أنا أكتب كالبكاء .. أذرف الكلمات كالدمع ، دائما ما يتغاضى الناس عن "ما أكتب" ويهتمون ب "لما كتبته" ؟! ..
يركبون أول مواصلة تقودهم إلى تحليل أسباب حزني وكآبتي ، وتنزل كلمة "مالك؟" على رأسي كالمطرقة !
كأن علم الكلام لم ينجب سوى هذه الكلمة اللعينة !!؟
أفكر بالرد كثيراً .. أبادر بكتابة "لا تقلو أنا بخير طالما أنتم بالقرب" .. أتحدث إلى ذاتي وأخبرها إني أكذب ، أمسح العبارة وأكتفي بـ"سأكون بخير"..
على الأقل هذه ليست كذبة كبيرة ..مجرد كذبة صغيرة أو أمنية مطمورة قد تطفو يوما !
ولكن حتى لو أصبحت بخير يوما ما لا أظن إني سأتوقف عن سرد أشياء عن الحزن أو الألم .. لأن الألم يظل الموضوع الأكثر جاذبيه وألق وواقعية وشيوعا على كوكب الأرض العزيز !

حتى لو كنا صحاح القلوب والأجساد هناك في أمكنة أخرى وأزمنة أخرى من يتألم بكل الأبعاد الممكنة والمستحيلة وواجبي أن أشعر كأضعف الإيمان ..




سأخبركم سرا صغيراً ، أنا أعاني من تخمة بسبب النصائح التي يقذفها علي الجميع .. أمي ، أصدقائي ، المارة في الشارع ،عمال النظافة !
عليكم أن تعلموا جميعا أني أمتلك مايسد رمقي وحاجتي وما يفيض من النصائح المعلبة الجاهزة لـ للإلقاء بحماس متناهي !
بالنهاية أعود لذاتي الأصلية وماهيتي المختزنة بعيدا عن الزيف وأتجرد من كل كلماتكم وأفعل ما هو أنا بمنتهى السذاجة والجنون ..

ربما ما أحتاجه منكم حقا وأرجو أن تقدموه لي بنفس كثافة النصائح المعلبة : ربتة على كتفي ، سلام أكثر من مجرد سلام ، أحضان أكثر دفئا وأطول أمداً ،حلوى أو مصاصة أو كتاب أو حتى أغنية جميلة ..



"متع الحياة الصغيرة " :) :) 


وجدير بالذكر أن أخبركم أيضاً أن معظم الناصحين لي هم الأكثر حاجة إلى نصائحهم مني ،
حسناً سأوضح بضرب أمثلة ..
صديقتي تلك التي تملي علي النصائح العاطفية على منهج أحلام مستغانمي وطريقة أمي .. تملك أعباء عاطفية أثقل مني وقلبا مفطورا أكثر من قلبي ..!!
صديقي الذي يقتنصني في ساعات كمدي ليخبرني بأنه علي أن أتحدث لـ ألا يتآكل قلبي من الحزن .. يمكنك أن تعد ما يتلفظ به من كلمات طوال اليوم على أصابع اليد العشرة .. !!
أما صديقتي التي دائما تنبهني إلى أن وزني في تناقص مستمر وأني هزيلة ويجب علي الحفاظ على صحتي والإهتمام بغذائي .. تعاني من أنيميا ومرض يصيبها بفقد الوعي والإغشاء بشكل متكرر ..!!

سؤال : لماذا يرى من يحيطون بي مشاكلهم في شخصي ويحاولون حلها من خلالي ؟
إجابته : لا أعلم ..   !!