الثلاثاء، 5 فبراير 2013

المدينة المسيلة للدموع



طنطا شيعت أمس فقيدها الغالي الذي رفرفت روحه فوقها .. شيعت الشهيد البطل "محمد الجندي" 
خرج النعش الطائر من جامع السيد البدوي متوجها ً إلى مقابر العائلة حيث سيرقد جسده الطاهر .. أما روحه فشيعها ملائكة كرام إلى جنة أو أكثر .. لا علم لي بما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل بشر لأني بشرية .. 


طار الولد .. طار نفحة من روح الملائكة كانت تمشي على الأرض .. إنسان تتلبسه روح قديس .. وجه يعد المادة الخام للبرائة .. "قطعت فينا كلنا يا جندي .. قطعت في طنطا كلها يا بني " ..
الحق أقول إني لم أبك في جنازة الجندي كما ينبغي كنت منشغلة بتهدئة عجائز المشهد الاتي قطعت في قلوبهن يا جندي .. أمسك بأيديهن لئلا يخمشن خدودهن .. ويضربن صدورهن ، أما الشباب منهم من صرعه الحزن عليك ففقد وعيه أملاً في اللحاق بيك ، ومنهم من شارك النساء النحيب والبقية الباقية تحملت عبئ الرجولة وهللت خلفك كما أوصيت يا جندي ..

بعد تشييع الجثمان تحولت طنطا المدينة الهادئة الرخوة سياسياً إلى حد بغيض  إلى جمرة تحرق أصابع كل من يحاول الإمساك بها .. 
لم تمنع روح "الجندي" الوادعة غضبة المكسورين من الإشتعال .. تحولت هذه الصغيرة إلى تلك المتوحشة .. أجوائها غاز .. أصواتها طلق .. ألوانها دم ..  محاجرها ملؤها الخراطيش ..

كل أزقة المدينة وحواريها تحولت إلى ساحة معركة .. طالت القنابل منازل طنطا دفعة واحدة وهذا إن دل على شئ فدلالته أن الشعب المصري يدفع الضرائب الباهظة ليضرب أبناؤه بالقنابل المسيلة للدموع وتفقأ أعينهم بالخراطيش ..

ينقضي اليوم الأسود على الإطلاق في تاريخ المدينة كما وصفه شهود عيان ويطل صباح رمادي على مدينة  خانقة خربة متشحة بالسواد على إبنها الذي طار .. تسكنها الأرواح والأشباح .. طنطا المدينة المسيلة للدموع بكى فيها القاصي والداني عليك يا جندي من يعرفك ومن لا يعرفك .. من شيعك ومن لم يفعل .. طنطا أسالت دموع قاطنيها عن بكرة أبيهم حزناً عليك يا جندي .. 






هناك 3 تعليقات:

  1. هو الجندي بس
    ده كل الشهدا حالهم يقطع القلب
    ربنا يصبر اهاليهم يارب

    ردحذف
  2. الله يرحمه ويصبر أهله :(
    ربنا يرحم كل الشهداء يا رب.

    ردحذف