الثلاثاء، 12 فبراير 2013

مساحة أخرى للحماقات الشخصية



التدوين ما هوا إلا مساحة أخرى تُفرد لحماقتنا المتكررة وتلك الجديدة ..مساحة لجلد ذواتنا ورفس النسيان بعيداً ..
إحدى حماقاتي في الأيام الفائتة كانت في إمكانيتي تصديق ذات الأكذوبة اللعينة التي سبق أن صدقتها مرارا وتكرارا .
يصدف كثيرا وأن تقابل أشخاصا ً رائعين لتعود إلى ظنك القديم بأنه يوجد على الأرض ملائكة ، لا يمر على إعادة هذا المعتقد الفاسد إلى يقيني إلا دقات الساعة ﻷلكم نفسي على غباءاتي المتكررة .

أيضا العودة للأخطاء القديمة التي كنت قد ودعتها منذ أمد بعيد ومعاودة تكرارها رغم معرفة النتائج مسبقاُ ، بدأت أشعر أن المشكلة غريزية بالدرجة الأولى وأن الغباء لا يمكن تقليله بالخبرة السابقة في التعامل مع المحيط والذات ، منحنى حياتي متردد ينخفض بنفس نسبة إرتفاعه في السابق ليضرب بأي تقدم عرض الحائط ..
هذه الأخطاء بتكرارها تعدت كونها أخطاء عابرة وشماعة المرة الأولى و”مكنتش أعرف” لم تعد صالحة للإستخدام ، التكرار يحول هذه الأخطاء العابرة إلى نار تكوي جوفي باستمرار ،جهاد ذاتي للإبتعاد عن نسختي القديمة يحتاج للمضاعة أو ربما لم يكن جهاداً بالمعنى الحرفي وسأحتاج للعديد من المقويات .

على الجانب الآخر .. عزلتي المفرطة لازلت تأكل مني ، مساحات روحي الجيدة تتعطن في فترات العزلة الطويلة ، كل الأشياء تكمل دورة السوء التي بدأتها كل الأشياء تتحول إلى عثرات في طريقي حتى أوقاتي الخاصة التي أقتطعها لإستراق المتعة تتحول بدورها إلى عجز ومرار أتجرعه .. كمية المناسبات السعيدة التي أتلقا دعاوٍ لحضورها تفوق قدرتي على الإحصاء ، كذلك تفوق قدرتي على تحمل ذاتي البائسة الوحيدة في هكذا عالم .

أكره بشدة إعترافي بالضعف وإحساس الهزيمة ، أكره الإعتراف بأن أسلوب حياتي ردئ ، إعترافي المر بأني فاشلة ، أكره الحقيقة ككل الناس ﻷنها مرة وصعبة ، وأكره جدا إعترافي أمام ذاتي وعلى الورق بأني سيئة جدا وغبية جدا وبأني جائعة إلى الآخر الذي لا يأتي ، في حاجة فائقة إلى التعلق بذراع شخص ما وتلقي النصيحة والرعاية والإهتمام كطفلة صغيرة تبدأ حياتها من بعد الصفر بقليل .


"ربى إنى مسّنى الضر وأنت ارحم الراحمين"


















هناك 6 تعليقات:

  1. كلام جميل بأسلوب سلس منمق . يحمل قسوة على الذات . الاعتراف بالخطأ شئ حميد ويدفع عدم التمادي فيه ولكن عدم التعلم من الخطأ هو الذي يحتاج إلى مراجعة جادة لنفسك.

    تسلم ايدك وتقبلي مروري

    ردحذف
  2. مساحات روحي الجيدة تتعطن في فترات العزلة الطويلة

    و كم لمست من هذة العبارة من مسافات و اراض في بواطننا

    تحياتي للتدوينة الرائعة

    ردحذف
  3. الاعتراف بالخطأ او الضعف او الفشل كلها اشياء ضمنيه .. لا ضير في ان نقع في هذة الفخاخ الحياتيه اليوميه مع بعض الألم الذى صار معتادا
    الضير الوحيد ان نستسلم لهذة المشاعر السلبيه التي تأكل من روحنا ما تأكل
    أيضا سأظل أؤمن بأن الوحدة هى العدو الأكبر للإنسان وان المرء من قادر على تخطيها فقط ان اراءذلك

    على اد بلاغه التعبير على اد حزن الكلمات :(

    ردحذف
  4. أوافقك الرأي جدا
    :)

    ردحذف