الأحد، 12 أبريل 2015

بكاء البومة

كيف هي روحك الليلة ؟!
روحي أنا وحيدة مجبورة على قطعة حزينة من الجسد ، أضنتها الحياة ، في شئ من العشرينات ، صدئت من تمنيك و من تمني غيرك و من النوم على سرير فردي والصحو على كابوس ..

هل تثيرك فكرة أنه على بعد عدة كيلوميترات من الأرض توجد فتاة ترسم تاريخاً من الهزائم باسمك ، وترفع علمك على أجزاء من ذاكرتها تعرضها للبيع أو الإيجار لتتخلص منها ولو جزئياً .. و كلما واتتها فرصة تجاوزك تمسكت بك أكثر ، ضمت ذكراك المطفئة إلىيها مثل طفلة يتيمة حرمت حضن أمها واللعب من أبيها ..


خيانة هذا العهد الذي لم أقطعه لك تزعجني

ربما لذلك أواظب على تذكرك في كل مرة أتناول فيها طعاماً ساخناً ، في كل صورة لك و أنت سعيد ، في كل صورة لي و أنا أزيف السعادة .. في كل مرة أضع فيها رأسي المرهق على مخدة الألم .

تراودني بشدة فكرة أن أختار آخر وجبة أتناولها ، آخر أغنية أسمعها ، آخر كتاب أقرؤه .. أن أتمكن من صنع بعض الإختيارات الصغيرة في عناد صريح للقدر و أن أختار طريقة موتي ..


ربما سأشتري قطعة كبيرة من شوكلاته ميلكا سأتناولها على بلوز أرمسترونغ ، سأدخن سيجارة أولى و أخيرة كطقس إنتحاري مكرور .. و سأكتب للعالم رسالة خطية صريحة بأن لا يبكيني .. آخر ما قد أحتاجه شفقة العالم ، فليعتبر الجميع إنتحاري هذا بمثابة بصقة على وجه الحياة ، على غريزة البقاء ، على نظريات البقاء للأقوى

الأقوى هو الذي إختار موته الأخير و كتب سطور النهاية بنفسه .. لأني أعشق كتابة سطور النهاية

الإنتحار فكرة شهية ، تدولها الجميع بشئ من الإبتذال المبالغ فيه أو التقديس الممل ..

كيف يمكن لفكرة أن تكون أكثر جاذبية و إثارة من أكثر رغباتنا إشتعالاً .. أنا سعيدة لأني أكتب هذا الإعتراف الودي
رغبة ملحة داخلي لأفتح معك حوار صغير عن الموت ، عن دواخلك التي أراها .. ألمسها و أعرف كيف ستحرقها بغبائك .. تمريرة بريئة لأصابعي على وجهك البعيد ، خلفية موسيقية و ضحكة صاخبة لا تصدر إلا عن فتاة تعاني من Major Depressive Disorder تسكنها روحها الشياطين الصغيرة و لعنة زرقاء و مرح تراجيدي ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق