الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

رسائل الغرباء (4)

عزيزي محمد :

أود أن أنقل لك سعادتي أني مستمرة في كتابة هذه الرسائل وأنك مستمر في الرد ، أتمنى أن لا أصاب بتقلبات مزاجية حادة تبعدني عن هذه المتعة المسروقة عنوة من روح الوقت ..
سألتني في رسالتك السابقة عن أسرتي وكيف حرمت منها ، هل تعلم أنه رغم ما عانيته من ألم بسبب هذه القصة لم أكتب عنها سابقاً ، حرماني من الأسرة من الأشياء التي أخجل من الحديث عنها دائماً ، الطبيبة النفسية التي أتردد عليها تخبرني دائماً أن هذه عقدتي الأكبر رغم كل ما مررت به في حياتي ..

قصتي ببساطة أن والداي منفصلان .. والدي نجح في تكوين أسرة جديدة وبدأ يتعامل معي بشكل ديناميكي تقليدي بحت خالي من المشاعر ، شكل من التعامل يفرضه الواجب والشكل الإجتماعي ، معلب وبارد ومقيت ..
لدى والدي الآن زوجة وطفلتين (مريم و زينب) ، أنا وأمي وأخي وأختي نحاول أن نعيش حياة طبيعية وسوية ولكن ينتهي بنا المطاف إلى الإنقسام إلى المزيد من الجزر المنفصلة ، أنا في غرفتي دائماً لا أختلط بأحد إلا أوقات الطعام لا أشاركهم جمال اللحظات التافة مثل مشاهدة التلفاز أو سرد الأحداث اليومية المكرورة أو النم على الجيران ..

لا أريد أن أدخلك في تفاصيل هذه التجربة السخيفة من حياتي لكني أتأقلم وأتعامل مع كل ما يحدث الآن بصورة طبيعية خالية من الدراما المرهقة وتحليل التفاصيل واسترجاع الماضي أو التقليب في صورنا القديمة .. كما أقول دائماً عن نفسي يا محمد ( جيدة تماماً للبدء من جديد ) ..

غدا سأقضي يوماً رائعاً في الإسكندرية ، سأقابل مجموعة من الأصدقاء ، ربما يحضر أمير الأربعة أيام أو لا .. لا أعلم حتى الآن لكن أتمنى أن يحضر ..
سأرتدي فستان صيفي ملئ بالزهور وسأترك شعري طليقا ليداعبه هواء الإسكندرية .. ربما سأرفع صورة لي على الفيس بوك ، ربما سيعجبه الفستان أو شعري .. ربما سأعجبه بكليتي ..
ولكن غالب الأمر أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ..

أريد أن أخبرك أني سعيدة جداً أن مجموع ما نمتلكه الآن سبعة رسائل والكثير من الود والفضول ، أتمنى أن تكون مستمتعاً بمراسلتي كما أشعر .. تمن لي الحظ السعيد كما تفعل دائماً ..

هامش : حدثني أكثر عن الموسيقى التي تحبها في رسالتك القادمة وأرفق بعضاً منها ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق