الخميس، 4 سبتمبر 2014

رسائل الغرباء (2)

عزيزي محمد :

أكتب إليك ثاني رسائلنا على صوت دينا واشنطون تغني بمنتهى اليأس المكدس في أعماق العالم "this bitter earth" .. لن أخبرك أكثر عن الأغنية أو عنها أو عني وأنا أسمعها .. سأتركك تقرأ رسالتي على صوتها ..


لا أريد أن أملأ رسالتي بأخبار حياتي اليومية ، قصص فشلي أو نجاحي التافهه ، إستغراقي لساعات أمام مواضيع جافة عن هندسة الحاسبات أو عدم رضاي عن نفسي خلال مقابلات المنحة التي أخبرتك عنها ..
لكن دعني أخبرك عن إنتصاراتي ، كتبت منذ يومين أن أكثر المرات التي شعرت فيها بالإنتصار كانت تلك المرات الجميلة التي اكتشف فيها موسيقى حلوة أو فرقة غنائية رائعة أو مطرب عبقري ..

أخبرتني في رسالتك السابقة عن الخزي ، تلك المفردة التي توقعت أن تقرءها في رسالتي لكنك وجدت بدلاً منها "الخوف"
لكن هل لاحظت أن كلاهما يبتدأ بحرف "الخاء" هذا الحرف المفخم ، الغير موسيقي ، الذي يقع على الأذن ولا يمر برهافة .. حرف الخوف والخزي والخذلان أيضاً .. حدثني عن من خذلوك إن أردت !

كنت أفكر في إحدى المرات وأنا أضع الهاند فري في أذني وأستغرف تماماً كعادتي في إحتمالية أن تنكسر لعنة الحب التي تطاردني و أقول في خاطري و وجهي كوجه فتاة نصف تعيسة نصف سعيدة " اللي هحبو لازم يكون بيسمع مزيكا حلوة ! آه  .. أنا صحيح مش مؤمنة بحاجة إسمها مواصفات فارس الأحلام .. بس أنا مؤمنة قوي بالمزيكا "..

قد يكون هذا أثر حفلة زياد الرحباني (بها الشكل) التي كنت أسمعها أثناء دراستي ، كانت أخر معزوفة بعنوان (شو بحبك) قدم لها زياد الرحباني بهذه الكلمات :

"بتضلا عم تحاول تفهمو قديش بتحبو ، بتقلو بحبك أو كتير بحبك أو إذا عسرت ريتك تقبرني
وبرضو بتحسا مش كافية آخر شي بيطلع معا ، أنا يموت فيك ..
وهيدا ماكسيمم يعني ، راحت البنت !!
ورغم هيك .. بتحس إنا بعد بتحبوا أكتر ما الكلام بيساع !
فبتجي الموسيقى عم تحاول تفرجيه قديش.. "

الموسيقى انتصاري الصغير وهروبي الكبير من كل القبح الموجود في الجوار ، وسيلتي الوحيدة للحفاظ على روحي ، أخبرني كيف تحافظ على روحك !

ربما أصبحت أشجع نفسي على الحياة ، على أن أكون في منتهى الجمال ، أن أكون قوية بمسحة من الشجن المحبب حينما أسمع السنفونية الخامسة لتشايكوفسكي وأخبر نفسي بصوت أشبه بالهتاف " أنا هبقى حلوة زي المزيكا دي .. أنا هبقى شبه المزيكا دي في يوم من الأيام ! "

لا أعرف إن كنت صادفت شخصاً يتمنى أن يشبه مقطوعة موسيقية من قبل ولكن .. هذه أنا بمنتهى التجريدية وهذه ما أود أن أكونها ببساطة ..

أعتذر لك عن رسالتي القصيرة المتأخرة عن موعدها الذي سبق واتفقنا عليه .. ولكن صحتي وظروفي لم تتح لي أن أكتب لك في موعدي ..

أنتظر رسالتك الثانية جدا وأتمنى أن تصلك في أفضل حال ..




هناك تعليقان (2):

  1. ممكن تحطيلنا رابط الرسالة :)

    ردحذف