السبت، 30 أغسطس 2014

رسائل الغرباء (1)

عزيزي محمد :

أكتب إليك أول رسائلي / رسائلنا / رسائل الغرباء !
لا أعرف ماذا دار بخاطرك حينما طلبت  أن أراسلك دون سابق معرفة تسمح لي بهذا الشكل من التواصل ، لكن الحياة تخنقني الآن ولا يوجد أجمل من مراسلة الغرباء ..
أشعر أني بطلة فيلم ما ، حياتي مليئة بالأحداث ، كل فترة أشعر أني أتحول لشخصية مختلفة ، أغير أفكاري عن العالم باستمرار يفقدني الأمان !
هل اختبرت فقدان الأمان ، الخوف من الحكي ! الخوف من أن تمتلك شخصاً مقرباً وبالمقابل الحاجة الشديدة لاقتناص الغرباء ورمي فوضاك الداخلية عليهم والهرب بعيداً ؟
أتعجب الآن كيف أكتب رسالة لشخص لا أعرف حتى ملامحه ، ولكني أخبرتك أني شعرت بصلة ما بعد قراءة خاطرتك على الفيس بوك المملكة الزرقاء كما سماها واسيني .
ممممم كيف يمكنني أن أصيغ في هذه الرسالة كل الأشياء المرتبكة داخلي ..
يمكنني أن أبدأ بأن أخبرك أن أجمل شئ أفعله هو سماع موسيقى جديدة واكتشاف فرق موسيقية غير مشهورة والإحتفاظ بموسيقاهم لنفسي ، أنا غيورة جدا على تفاصيلي ولا أشارك الموسيقى التي أحبها مع أحد ، أتذكر أن نوبة إكتئاب وبكاء شديدة أصابتني عندما رأيت أحدهم يكتب مدونة عن تشايكوفسكي لأني مقتنعة تماماً أنه ملكي وأن سنفونية بحيرة البجع مهداة لي بشكل يصعب علي تفسيره ولكن الميتافزيقا تكسر حواجز المنطق .
هذه الأيام انا غارقة في كومة من دراسة الكثير من مسائل الذكاء والحسابات والإنجليزي وأشياء أخرى متعلقة بالبرمجة ، لا أعرف إذا كانت الأقدار ستقرر أن تبتسم لي وسأقبل في المنحة وأني لن أقضي هذه السنة عاطلة كيئبة مفلسة أعيش في مكان يسحب الروح شيئاً فشيئ ، تمن لي الحظ ..
ربما لو قبلت في المنحة سأنتقل للعيش في القاهرة ، سأكون أقرب من اكتشافي المزيد عن نفسي ، سأكون منشغلة تماماً في الدراسة والبرمجة عن نوبات الإكتئاب التي يسببها الفراغ .. ربما سأكون الفتاة التي تشبه صورها على الفيس بوك .. ربما سأخبرك في رسالة لاحقة أني سعيدة وممتنة وراضية وأني الآن أفضل نسخة لنفسي .
هل تعرف أني أشعر بسعادة أكبر حينما يخبرني أحدهم أني أجيد الكتابة مما أشعر به حينما يخبرني أحدهم أني جميلة !
رضوى أخبرتني أنها رأت فتاة جميلة جدا في المترو وكتبت لها في ورقة أنها جذابة جدا ، أخبرتني رضوى أنها جميلة لأنها تشبه نفسها لأنها كانت تضع السماعات ومغيبة داخل الموسيقى ولا تشعر بدوران الأرض من حولها ..
هذا ما أحاول أن أكونه ! أحاول أن أكون نفسي فقط أن أتصالح مع كلي ، هل يمكن أن أصبح جميلة بتعريفي يوماً ما ؟
رغم هذا فأنا أحب التصوير جدا ، أنا لست نرجسية ولكن أحب رؤية صورة الفتاة المبتسمة التي أكونها في الصور ولكن لست هي في الحقيقة ، أو ربما هذه الفتاة هي جزء صغير مني ، ربما لأن أجزائي كثيرة مشاغبة تؤرقني ، تحرمني من متعة الإنتماء لنوع معين من الشخصيات ، شكل محدد من ردود الفعل وتيمة مشتركة في الإحساس بالأشياء لكن على العكس أفاجئ بشخص ما مختلف بداخلي من آن لآخر.

عزيزي محمد تأتيك رسالتي هذه غارقة في الذاتية خالية من الأشياء المبهجة والمغامرات الصغيرة والأسرار .. ربما سأخبرك أكثر عن كل هذه الأشياء مستقبلاً ولكن لا أستيطع إخبارك كم أنتظر رسالة منك ..

أتمنى أن يحاوطك الحب وأن ترى الجمال في كل ما تقع عليه عينك ..
إنتظر رسالتي التالية بعد 3 أيام كما إتفقنا ..








الاثنين، 11 أغسطس 2014

" ما تراه في المرآة غير حقيقي "




تمالكت نفسي أخيرا بعد 12 ساعة من البكاء بالتبادل مع النوم نتيجة ابتلاعي بعض حبوب الحساسية للهرب من كل شئ .. من كل الأفكار والألم الغبي .

الآن فقط وعلى دفعة واحدة وجدت  إجابات منطقية لكل الأسئلة .. الأمر مريح ومقرف بذات الوقت ، كيف مررت بكل هذا ولم أنتبه ، كيف كنت ظلاً وشبحاً لآخرين ولم أستطيع أن أكون جميلة ومرضية كفاية بذاتي الأصلية !

"كل ما تراه في المرآة غير حقيقي" هذه العبارة المكتوبة على مرآة السيارة والصادقة جدا والمعبرة جداَ عن كل ما مررت به معك ! 


كل التفاصيل كانت غير حقيقية ، لحظات السعادة كانت بسبب هو ليس أنا بالقطع وكل لحظات الغضب كانت بسبب أنني لم أكن هي بشكل ما .

كيف يمكن للبشر أن يتلاعبو بك بهذا القدر من الحقارة وكأنك قطعة دومنو يمكن تحريكها بمنتهى السلاسة ، وقلبك ليس أكثر من ممسحة أقدام ملطخة !


هل كنت بحاجة إلى هذه الإجابة؟ ، هل أنا الآن أفضل ؟، كيف سأنظر للحقيقة بعين الجرأة وكيف سأواجه سذاجتي الأولى وذكائي الذي عطلته بحثاً عن الحب فجنيت ما جنيت ..

هذا ليس فيلم درامي كئيب وغبي يستنزف أرواح أبطاله ، هذه حياتي!!
وأنا أتابع ما يحدث فيها وما أسمعه عني ولا أستطيع التصديق !!!
كيف يمكن لقصتي أن تكون منذ البدء كذبة ، كيف لتفاصيلي أن تشارك مع آخرين وكيف أنتهي بنهاية غبية ومكرورة ككل النهايات "بخيانة" ! .
أنا هي فتاة المطر لا شئ أكثر ، أقل تعقيداً من كل هذا الأمراض التي أحاط بها .. 
أما الحقائق ليست صحية على الإطلاق وتساعد على الوفاة ..



ربما تمنيت أن أفقد قدرتي على النطق لأستطيع التعبير بعيني فقط .. لأني لا أجد ما أقوله !!

هل يمكن أن تقرأ عيناي رجاءاً !؟
ربما الآن بعد أن أخذت وقتاً طويلاً لأسامح وأنا أردد الأغنية "it takes long time to forgive you" 
سأحتاج وقتاً إضافيا مستقطعاً من عمري لأسامح مرة أخرى ، لأسامح كون كل ما حدث كان غير حقيقياً ، وأن كل ما حدث كان أشبه بمرآة السيارة .. 
سأحاول أن أسامح على سنة نزفتها من عمري على الأسفلت ، على راحة جميع الأطراف .. سأحتاج أن أقف على قدماي مرة أخرى ، أن أنام بدون مهدئات أو منومات ، وسأحتاج الكثير من الوقت لأؤمن بروحي وبذاتي الخالصة مرة أخرى !

سأحتاج للوقت لأتوقف عن البكاء بحرقة متواصلة وترديد هذا المقطع :


Here on the edge again
I wish I could let it go
I know that I'm only one step away
From turning around
I've tried many times but nothing was real
Make it fade away
Don't break me down
I want to believe that this is for real
Save me from my fear
Don't tear me down
Give me something I can believe